قواعد الأذكار عند أهل السنة

لا يخفى على الناظر في الشرع ما للذكر من الأهمية الكبرى والمنزلة العظمى ، فهو أصل فخم من أصول التعبد بل هو حقيقة التعبد لله تعالى ، وقد ألف كثير من أهل العلم رحمهم الله تعالى في باب الأذكار مصنفات كثيرة ، ولا يعلى على هذه المصنفات ، وبينوا فيها رحمهم الله تعالى فروع الذكر وأنواع الأذكار ، وما يتعلق به من بعض المسائل ، ولكننا نرى في الساحة كثيراً من المخالفات في باب الأذكار ، وقد تأملت ما شاء الله تعالى أن أتأمل في النظر في الأسباب المؤدية لهذه المخالفات مع كثرة التأليف في باب الذكر ، فوجدت أن أغلب هذه المخالفات هي لجهل كثير من الذاكرين بالأصول والقواعد التي تخص باب الأذكار ، فتجد أن الأذكار التي يقولونها وإن كان لها أصل في الشرع ، ولكن المخالفة لا تكون في أصل الذكر في ذاته وإنما تكون المخالفة فيما يحيط بالذكر من الزمان والمكان والعدد والصفة والشروط والأسباب وغيرها مما يتعلق به ، فأكثر المخالفات في باب الأذكار كانت بسبب الإخلال بقاعدة من قواعد الأذكار فأدركت شدة الحاجة في تأصيل باب الأذكار على أصول الشريعة المرعية وعلى القواعد المعتبرة الشرعية وذلك أنني لما بحثت في فهارس المكتبة الإسلامية لم أجد حسب ما اطلعت عليه كتاباً يجمع تلك القواعد والأصول المتعلقة بالذكر في مكان واحد ، إلا كتاباً أو كتابين ألفت في ذلك ، ولم تستوعب هذا الباب لا تأصيلاً ولا استدلالاً ، مع ما فيها من الخير العظيم والنفع الكبير ، فجاش في نفسي الكتابة في هذا الموضوع الكبير الخطير الفخم ، حتى نضبط هذا الباب بالقواعد والأصول والضوابط المتقررة بالدليل كتاباً وسنة. الشيخ وليد بن راشد السعيدان
التطبيق حجمه صغير جدا ويعمل بدون انترنت.