كيف تصبح مليونير بذكر الله

بسم الله الرحمن الرحیم
ونصلي ونسلم على سید الأولین والآخرین ، الرحمة المھداة
للعالمین ، الذي أعطى مفاتیح خزائن الأرض وعلى آله وصحبه
و سلم .
فھا قد شرعنا في كتاب عن الغنى فالله ھو الغني وھو المغني
وحتى لا یشتكي الناس من قلة المال فالله خزائنه لا تنفذ أبدًا و
رسول الله صلى الله علیه وسلم قد تعوذ من الفقر ، والفقر في
أغلبه ضعف و"المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعیف
، وفي كل خیر"صحیح مسلم ٢٦٦٤ فأردنا أن نوضح كیفیة أن یفید
الإنسان حیاته ویأخذ الأمور على محمل الجد وینشط
ویستثمر وقته وعلمه ویتقن عمله ویستعین بالله ربه ویأخذ
بالأسباب التي أتاحھا الله له و تكون المادة في یده لا في قلبه
فیستفید ویفید ویرتقي مع المجتمع الذي یعیش فیه
فنسأل الله تعالى ألا یجعل فینا شقیًا و لا محروما .
نحن خلق الله والأرض ملك لله وجمیع الأسباب والثروات في ھذه
الدنیا ملك لله ، ھو الذي یسیرنا ویسیر جمیع ما في الكون وما كثر
مال أحد إلا بإذن الله وما نقص مال أحد إلا بإذن الله ، وما أراده الله
كان وسیكون فأمره بین الكاف والنون ." إنما أمره إذا أراد شیئا أن
یقول لھ كن فیكون " . یس ٨٢
فالله قادر أن یفتح علیك بلا تعب ولا سبب و لا یسأله أحد " فلا
یسأل عما یفعل وھم یسألون " . الأنبیاء ٢٣
وھو قادر أن تتعب قلیلا ویعطیك الكثیر فھو الوھاب یھب لمن یشاء
" یرزق من یشاء بغیر حساب " . البقرة ٢١٢
ولأن حكمته لا یحیط بھا أحد ویعجز عن كنھھا الخلق فھو العاطى
الوھاب وھو الرزاق ذو القوة المتین فإن أعطى لشخص ما كل
شيء فھذا ھو فضله ولا یظلم عند ربك أحدا وھذا مقتضى حكمته
وإن لم یعطِ فھذا عدله وھذا مقتضى حكمته .
فالمالك یفعل ما یشاء في ملكه لا یحاسبه أحد مادام ھذا ملكه ،
فكیف بملك الملوك .
فالله مالك الملك العاطى الرازق الواسع المعطي النافع الوھاب
البر الفتاح العلیم فالأصل أن یرضى الله
عنك ، فإن لم یرض عنك فمن ذا الذي یفتح علیك الخزائن ، وإن
لم یأمر من سیعطیك ومن یھب لك !!
فعلیك أن : تعاھد الله سبحانه وتعالى أن تكون و المال في خدمة
الله لأنه إن لم یكن في خدمة الله ورضا الله فإنه سیكون في خدمة
الشیطان والھوى والنفس فقلّته أفضل وأحسن .
وأن تكون زیادة المال زیادة في الطاعات وفعل الخیرات ، ففي
حیاتك تكون في میزان أعمالك وأفعالك ، وبعد مماتك صدقة
جاریة . " ینقطع عمل ابن آدم إلا من ثلاث صدقة جاریة "
وأن یكون من حلال وینفق في حلال فالمال الذي یكون في أخرتك
نارًا تُصلى بھا فقلته أحسن .
فعندما یكون المال حلالا ، فلو جاءك ملك الموت و تركته لورثتك
فبإذن الله سوف ینفقونه في حلال ، أما لو كان من حرام فسوف
ینفق في حرام .
یبقى تعبت فیھ لجمعه " الذى جمع مالاً وعدده یحسب أن ماله
٣ - أخلده"الھمزة ٢
ثم یكون حسابه عسیرًا " نار الله الموقدة " .الھمزة ٥
بسبب من صرف المال في حرام وكذلك من جمعه من حرام فكان
من الخیر ألا تترك لھم مالا أفضل من ترك مال یكون سبب في
دخولھم جھنم . "یسأل المرء عن أربع ... وعن ماله ، من أین
اكتسبه وفیما أنفقه " .
فوجود المال في ید الإنسان التقي خیر .
قال تعالى"فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنیسره
٧- للیسرى"اللیل ٥
قال تعالى " وسیجنبھا الأتقى الذي یؤتي ماله یتزكى وما لأحد
عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف یرضى
٢١- " اللیل ١٧
" لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ، وما تنفقوا من شيء
فإن الله به علیم " آل عمران ٩٢
وعن أبي ھریرة رضي الله عنھ عن النبي صلى الله علیھ وسلم
قال : " لا حسد إلا في اثنتین ، رجل آتاه الله القرآن فھو یقوم به
آناء اللیل وآناء النھار ، ورجل آتاه الله مالا فھو ینفقھ آناء اللیل
وآناء النھار" متفق علیه (الإناء : الساعات ) صحیح البخاري ١
عن جابر بن عبد الله : كان رسول الله صلى الله علیه وسلم یعلمنا
الاستخارة في الأمور كلھا فالسورة من القرآن ( إذا ھم أحدكم بالأمر
فلیركع ركعتین ، ثم یقول : اللھم إني أستخیرك بعلمك ، وأستقدرك
بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظیم ، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا
أعلم وأنت علام الغیوب ، اللھم إن كنت تعلم أن ھذا الأمر خیرًا لي
في دیني ومعاشي و عاقبة أمري – أو قال : في عاجل أمري وآجلة
– فأقدره لي وإن كنت تعلم أن ھذا الأمر شر لي في دیني ومعاشي
وعاقبة أمري- أو قال : في عاجل أمري وآجلة – فاصرفه عني
واصرفني عنه وأقدر لي الخیر حیث كان ، ثم – ویسمي حاجته " .
صحیح البخاري ٦٣٨٢
فإن وجدت خیرا فتوكل على الله ، حتى لا یكون المال سبب استدراج
إلى الھاویة وإن كنا نظن أننا عندما یأتینا سوف نحسن صنعا
ونتصدق وننفق في أوجه الخیر فإن صلیت ووجدت خیرا فخیرا ،
وإن وجدت ما تكره فترك الباب لغیرك أفضل حتى لا یكون سببا
لجر الھلاك علیك .
فمن الفتن الشدیدة ھي فتنة المال " إنما أموالكم وأولادكم فتنة
فاحذروھم " .
وبعد الاستخارة تشرع في تنفیذ ما فیه